لأكاديمية العربية للعلوم منظمة علمية ذات شخصية اعتبارية مستقلة أسستها مجموعة من العلماء العرب بدعم من منظمة اليونسكو، وذلك سعياً إلى تحقيق الأهداف الموضحة في مكان آخر من هذا الموقع. وهي منظمة علمية، غير سياسية، غير حكومية وغير ربحية، تتمتع بالأهلية القانونية للإتصال بالمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية، وتتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقراً لها. وافق مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية في جلسته المنعقدة في 14/2/2002 على إنشاء مقر للأكاديمية العربية للعلوم في لبنان. وقد بدأت الأكاديمية بمزاولة أعمالها من خلال المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت الذي قام بتوفير مكاتب للأمانة العامة للأكاديمية.

لقد كان للعرب إسهامات رائدة في إثراء المعارف العلمية والفكرية، سواء عن طريق النقل والترجمة ونشر العلوم في أرجاء العالم أو عن طريق الإضافات والاختراعات العلمية. ولكن هذه الإسهامات التي تألقوا بها في أوج الحضارة العربية تراجعت حتى صار العالم العربي مجرد مستهلك لإنتاج الآخرين ومبتكراتهم.

 وانطلاقاً من الإيمان العميق بأن مستقبل العالم العربي وتقدمه على جميع الأصعدة لن يتحقق دون العمل على تنمية الحركة العلمية وتنمية الثروة البشرية، وتطوير الوعاء الثقافي واستعادة الدور الفاعل في مجال العلم والتقانة لاستشراف متطلبات المستقبل في شتى الميادين ذات الصلة، وبأن تحقيق هذه التنمية يتطلب حشد القوة العلمية في داخل الوطن العربي وخارجه، وتنمية العمل العربي الجماعي ودعمه في ميادين العلم والتقانة والمعرفة الشاملة، وإيجاد آلية ملائمة للتنسيق والتكامل بين أنشطة العلوم والمعرفة الشاملة في البلاد العربية وما يرتبط بها من أخلاقيات، وتعزيزها إقليمياً وعالمياً.

 على هذا الأساس، تتمثل الخطوة الأولى لتحقيق ذلك في إنشاء منتدى عربي يعنى بدراسة شؤون العلم والتقانة وسياستهما في الوطن العربي بما يخدم التنمية المستدامة فيه.
 بناءً عليه، اتفقت مجموعة من العلماء العرب على إنشاء "الأكاديمية العربية للعلوم" لكي تكون أكاديمية علمية مستقلة، غير ربحية وغير حكومية، يتأهل للترشيح لعضويتها العلماء العرب المتميزون في مجالات العلم والتقانة دون أية نظرة جغرافية أو إقليمية، سواء كانوا يعملون داخل الوطن العربي أو خارجه، على أن توجه أنشطة هذه الأكاديمية نحو النهوض بالبحث العلمي ودفع عجلة التقدم المعرفي وتحفيز التميز في العلوم وتطبيقاتها، والارتقاء بالثقافة العلمية للمجتمع العربي وتعميق الوعي العلمي فيه، وذلك لتفعيل الثروة البشرية بما يعمل على التنمية الشمولية المستدامة للمجتمع العربي.